أكّد عضو كتلة "التّنمية والتّحرير" النّائب ​قاسم هاشم​، أنّ "أيّ تطوّر سلبي في الجنوب هو طبعًا بيد الإسرائيلي، لأنّه على غير ما يعتقد أو سيحاول البعض أن يوجّه اتهاماته أو تصوّره باتجاه هذا الفريق أو ذاك على مستوى الدّاخل، فقرار الحرب والسّلم ليس في ​لبنان​ فقط، إنّما في كل المنطقة، هو في يد الإسرائيلي".

وأشار، في حديث لصحيفة "الدّيار" إلى أنّ "ما نراه في الجنوب منذ قرار وقف إطلاق النّار حتّى اليوم، يؤكّد أنّ هذا القرار بيد الإسرائيلي الّذي لم يلتزم بقرار وقف إطلاق النّار، وقد استمرّت اعتداءاته اليوميّة برًّا وبحرًا وجوًّا، أضف إلى ذلك عمليّة قضم مساحات من الأراضي اللّبنانيّة، ما يمكن اعتباره انتهاكًا للقرارات الدّوليّة واعتداءً على السّيادة اللّبنانيّة".

وعن المخاوف من توسّع العدوان الإسرائيلي، لفت هاشم إلى أنّ "العدو قد يفعل ذلك. أمّا أن تذهب الأمور إلى أكثر من ذلك، فهذا ما ستحمله المرحلة المقبلة إذا ما استمر هذا الأداء العداوني، الّذي قد يعيد التوتّر إلى الجنوب وغيره، وهذا طبعًا برسم الرّعاة الدّوليّين واللّجنة الخماسيّة الّتي تشرف على تنفيذ اتفاق وقف النّار، والّتي باتت لا تقدِّم ولا تؤخِّر ويُفترض أن تكون أكثر فاعليّة".

وركّز على أنّ "من يعود إلى التّصريحات الأميركيّة بالأمس، الّتي تحدّثت عن عشرة مواقع وليس خمسة محتلّة في لبنان، إضافةً إلى مساحات أيضًا على طول المناطق الحدوديّة، فهذا يستدعي قرارًا سريعًا من الرّعاة الدّوليّين ومن الحريصين على السّيادة اللّبنانيّة والاستقرار، لإعادة الأمور إلى نصابها لتأخذ الدّولة دورها وتكون ​الحكومة اللبنانية​ فاعلة في قراراتها وحضورها".

وعن المحاصصة في التّعيينات الأمنيّة، اعتبر أنّ "المهم أنّه تمّ إنجاز هذه التّعيينات، الّتي هي ضروريّة لتضطلع هذه المؤسّسات بدورها بشكل طبيعي، وما حصل أمر طبيعي في سياق السّياسة اللّبنانيّة والتّركيبة اللّبنانيّة شئنا أم أبينا".

وأضاف قاسم: "إذا كان البعض يعتقد أنّنا دخلنا في مرحلة أخرى وفي سياسات مختلفة وتركيبة جديدة لهذا البلد، فهو خاطئ، لأنّ لبنان ما زال هو هو ولم تتغيّر تركيبته ولا سياسته ولا دستوره ولا الأعراف والتّقاليد الّتي نتّبعها حتّى اليوم، وما جرى الخميس هو تأكيد على أنّ هذا هو لبنان".

وحول الحديث عن التّطبيع، رأى أنّ "من المبكر الحديث بهذا الموضوع، وقد يسعى البعض إلى فرض مثل هذا المسار على لبنان، وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أميركي، لكن هذا الموضوع سيادي بامتياز، وأكثريّة اللّبنانيّين برأيي يرفضون مثل هذه الإملاءات".

كما ذكر "أنّنا سمعنا منذ وصول الرّئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ أحد أهدافه استكمال مرحلة إبرام اتفاقيّات جديدة، وهذا أمر طبيعي للأميركي الّذي يعمل لخدمة هذا الكيان، ولكن السؤال ما هي مصلحتنا كلبنانيّين، وكيف سنتعاطى معها؟".

ولفت هاشم إلى أنّ "منذ يومين قيل الكثير عن هذا الموضوع، ولبنان كانت له إشارات بأنّه لم يُبحث معه في هذا الموضوع، لذا، نحن لن نذهب إلى مثل هذا التّطبيع الّذي يريده الأميركي والإسرائيلي، ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع، لأنّ تركيبة لبنان تختلف عن كلّ تركيبات الدّول العربيّة المحيطة".